عمر المأمون
المساهمات : 1571 نقاط : 4713 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/03/2017
| موضوع: ماسبب تأخر الشفاء من مرض الحسد الشيخ الروحانى عمر المأمون 00201148267923 الأربعاء مارس 29, 2017 1:13 am | |
| من أجل تحديد الأسباب الحقيقية وراء تأخر الشفاء ، وازدياد العلة وتفاقم البلاء 0
وترى اليوم كثيرا من الناس ممن ابتلى بالأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد ونحوه لجأوا لاتخاذ كافة الأسباب الشرعية وغير الشرعية لتحقيق هدف وغاية الشفاء ، بسبب واقعهم الذي يعيشونه ونتيجة لمعاناتهم وآلامهم 0
ومن الأمور الجديرة بالعناية والبحث مراجعة النفس والتبصر والتأمل في خفاياها لتحديد الأسباب والمسببات الحقيقية لمثل ذلك الأمر ، مع أن الملاحظ لدى الكثيرين من المرضى التخبط في اختيار الوسائل والأساليب المتبعة طلبا للشفاء ، فتراه يتنقل من معالج لآخر ، ومن بلد إلى بلد ، مع أن الأساس الحقيقي للعلاج والاستشفاء يكمن في ثنايا النفس وتوطينها فيما يحب الله سبحانه وتعالى ويرضى ، ونستطيع أن نوجز الأسباب الداعية لتأخر الشفاء بالأمور التالية :
1)- خلل العقيدة :
فإن خلل العقيدة لكلا الطرفين ( المعالِج والمعالَج ) يؤدي لرفع رحمة الله سبحانه حتى يصحح ذلك الخلل ويقوم 0
2)- خلل العبادة :
فالعبادة هي الوسيلة الشرعية التي يتقرب بها العبد إلى ربه فإذا كانت ناقصة أو فاسدة ، فأنى يستجاب للعبد دعوته بتلك الكيفية الخاطئة ؟!
3)- الابتلاء من الله للعبد :
وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك كله مشيئة الله سبحانه وابتلاءه للمعالِج والمعالَج وتمحيصهما ، وقياس مدى صبرهما واحتسابهما على الجهد والتعب ، وتوجههما لاتخاذ الأسباب الشرعية المباحة للاستشفاء ، والصبر على ذلك ، وتفويض الأمر له دون اعتراض على تقديره ومشيئته 0
قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( ومن الأسباب المانعة لحصول الشفاء إرادة الله وحكمته البالغة فربما بذل الإنسان كل أسباب الشفاء ولكن الله بحكمته لم يرد الشفاء ولم يأذن به سبحانه وتعالى ، إما ليبتليه أو ليرفع درجاته أو ليكفر سيئاته أو ليعاقبه سبحانه : ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) " سورة فصلت – الآية 46 " )( فتح الحق المبين - ص 88 - 89 ) 0 وقد يتأخر الشفاء لأن الدواء قد جاوز القدر المطلوب أو قلَّ عنه ، وهنا يراجع الطبيب نفسه ويتحرى الدقة في ذلك فيصف ما هو مناسب كماً وكيفاً ، وقد لا يحصل الشفاء نتيجة لهذا التقصير ، وكذلك لأسباب أخرى منها :
1- أن المداوي لم يقع على الدواء ولم يحصل عليه 0
2- عدم توافق العلاج مع الزمن المناسب 0
3- عدم توافق العلاج مع التشخيص الدقيق لبدن المريض ونفسيته ، فلعله يرفضه ولا يقبله فيكون بذلك الفشل الذريع والعياذ بالله 0 لذا ينبغي على هؤلاء وأمثالهم أن يدركوا جيداً هذه الأمور بكل دقة واهتمام حتى يتم بذلك الشفاء – إن شاء الله – )( مرجع المعالجين من القرآن الكريم والحديث الشريف - ص 364 - 365 ) 0
| |
|