عمر المأمون
المساهمات : 1571 نقاط : 4713 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/03/2017
| موضوع: الأيمان بأسماء الله الحسنى الشيخ الروحانى عمر المأمون 00201148267923 الإثنين أبريل 10, 2017 12:47 am | |
| الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي سيدنا محمد الصادق الوعد الامين اللهم اخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم الي انوار المعرفة و العلم و من وحول الشهوات الي جنات القربات ، ايها الاخوة الكرام مع دروس أسماء الله الحسني وما زلنا في المقدمات . في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " هذا حديث صحيح اتفق عليه الشيخان و هو من اعلي مراتب الصحة لكن كي نفهم معني من احصاها نقرا الاية الكريمة " لقد احصاهم و عدهم عدا " يبدو ان الاحصاء شئ و العد شئ اخر فانت كمعلم يمكن ان تعد طلابك بشئ سريع اما ان تحصيهم و ان تعرف اماكانتهم و مستوياتهم و تفوقهم و وضعهم في البيت و مدي تقيدهم بمنهج الله عزوجل فالاحصاء دراسة شاملة فالنبي عليه الصلاة و السلام يجعل احصاء الاسماء سببا كافيا لدخول الجنة " ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " و اقرب المعني باية ثانية " المال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير " و عند قال و الباقيات فالمال و البنين شئ زائل الا رب العزة ، و الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر و كل ابن انثي و ان طالت سلامته يوما علي الاكتاف محمول فاذا حملت الي القبور جنازة فاعلم بانك بعدها محمول
المال و البنون زينة الحياة الدينا ،و دقة الاية ان المال من دون بنين مشكلة كبيرة وان البنين من دون مال مشكلة اكبر ، المال و النبون زينة الحياة الدنيا ، لكن الله عندما قال و الباقيات الصالحات شرح زوال متع الدنيا و قال بعض العلماء ان الباقيات الصالحات " سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اكبر " ان سبحه اي نزهته عن كل نقص ووحدته و كبرته فقد عرفته و ان عرفته عرفت كل شئ و ان عرفته صغر في عينك كل شئ ، و ما معني الله اكبر اي اكبر من كل شئ بل اكبر مما عرفت و المال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات . في ادق تعريف الانسان انه بضعة ايام و كلما انقضي يوم انقضي بضع منه و هذا تعريف الامام الجليل الحسن البصري ، الانسان بضعة ايام كلما انقضي يوم انقضي بضع منه ، وما من يوم انشق فجره الا و ينادي يا ابن ادم انا خلق جديد و علي عملك شهيد فتزود مني فاني لا اعود الي يوم القيامة بل ان الانسان بضعة ايام و هو في الحقيقة زمن فقط و كلما انقضي يوم انقضى بضع منك و لذلك جاءت الاية الكريمة " و العصر ان الانسان لفي خسر " و جواب القسم ان الانسان خاسر لا محالة و هذا لان مضي الزمن يستهلكه فقط لكنه يستطيع تلافي هذه الخسارة اذا تعرف الي الله و حمل نفسه علي طاعته " الا الذين امنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصو بالصبر " قال الامام الشافعي هذه اركان النجاة في الدنيا لابد من ان تتعرف الي الله و لابد من ان تحمل نفسك علي طاعته و لابد من تدعو اليه فالدعوة اليه فرض عين علي كل مسلم و الدليل " بلغوا عني و لو اية " و هي في حدود ما تعلم و مع من تعرف و لذلك الانسان اما ان يستهلك عمره استهلاكا او ان يستثمره استثمارا اذا تعرف الي الله و تعرف الي منهجه و تعرف اليه يكون قد انفق وقته استثمارا يعني انفق وقته في عمل جليل ينفعه بعد مضي الزمن .
لذلك ايها الاخوة موقع اسماء الله الحسني من العقيدة موقع كبير " ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " ماذا يقول العالم الجليل بن القيم رحمه الله تعالي يقول : العلم باسمائه و احصائها اصل لذاته العليا ، فمن احصى اسمائه كما ينبيغي احصي جميع العلوم و فضل كلام الله علي كلام عباده كفضل الله علي علي عباده ، الان فضل معرفة الله علي معرفة خلقه كفضل الله علي خلقه . انسان يحمل اعلي شهادة في الفيزياء النووية اذا انتهي اجله انتهت هذه الشهادة ، يقول الدكتور فلان لكن اذا تعرف الي الله ينتفع بهذه المعرفة بعد الموت و الي ابد الابدين و لهذا كل علم ، و العلم النافع قد يكون غير مسعد و ما كل علم نافع مسعد الا اذا تعرفت الي الله فهو علم نافع منفع مسعد في الدنيا و الاخرة لذلك " ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " كيف نحصيها قالوا احصائها ان تتعرف الي عددها ، وقالوا احصاؤها ان تفهم معانيها و قالوا احصاؤها الدعاء بها كما ينبغي دعاء ثناء و عبادة و هذا عند ابن القيم رحمة الله تعالي . الان ايها الاخوة ينبغي ان تتعرف الي الله و ان تشتق منه كمالا اذا اتصلت بالرحيم لابد من ان يستقر في قلبك الرحمة دقق في قوله تعالي " فبما رحمة من الله لنت لهم " يعني يا محمد بسبب رحمة استقرت في قلبك من خلال اتصالك بنا كنت لينا لهم و لو كنت فظا غليظ القلب اي لو كنت بعيد و امتلأ القلب قسوة و اذا امتلا القلب قسوة انعكس غلظة فاذا انعكس غلظة انفض الناس من حولك معادلة رياضية هي اتصال رحمة لين التفاف او انقطاع قسوة غلظة انفضاض و هي معادلة رياضية بالتمام و الكمال . لذلك ايها الاخوة اذا كان لمؤشر الايمان مؤشر فمؤشر الرحمة يمشي معه تماما فكلما ازداد ايمانك ازادت رحمتك ومن لا يرحم لا يرحم ، يا عبادي اذا اردتم رحمتي فارحموا خلقي ، ابعد قلب عن الله القلب القاسي و انت الان عندما تعرف اسم الرحيم و تتصل بالرحيم يمتلأ قلبك رحمة و هذه سمات الصلاة الحقيقة " اقم الصلاة ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله اكبر " و من ادق ما قاله المفسرون حول هذه الاية ذكر الله لك اكبر من ذكرك له انت اذا ذكرته اديت واجب العبادة اما اذا ذكرك الله عزوجل ملأ قلبك رحمة و ملأ امنا وغني و رضا و يقينا و ذكر الله لك اكبر من ذكرك له لذلك ورد في الاثر ان بيوته في الارض المساجد و ان زوراه هم عمارها فطوبي لعبد تطهر في بيته ثم زارني و حق علي المزور ان يكرم الزائر انت اذا دخلت الي بيت صديق يقدم لك بعض الضيافة لكنك اذا دخلت الي بيت من بيوت الله قد يعطك الله الحكمة " و من يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا " ، بالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة الخامسة ومن دون حكمة تشقي بزوجة من الدرجة الاولي ، و بالحكمة تسعد بالمال و من دونها تبدد المال ايها الاخوة من اجل عطاءات الله الحكمة انت اذا اتصلت بالحكيم من معاني " ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة "يعني تعلق بالكمال الالهي و اشتق من الله الحكمة و اشتق منه الرحمة و العدل هذه الاسماء الحسنى الرائعة ، انت حينما تتصل بالله و تتعرف علي الله تشتق منه الكمال الالهي فلذلك " قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها " الفلاح كل الفلاح و الفوز كل الفوز في انت تعرفه ، يا رب ماذا فقد من وجدك و ماذا وجد من فقدك و اذا كان الله معك فمن عليك و اذا كان عليك فمن معك ، ايها الاخوة ورد في الاثر " ابن ادم اطلبني تجدني فاذا وجدتني و جدت كل شئ وان فتك فاتك كل شئ و انا احب اليك من كل شئ فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي راوه لما ولوا ، و لو سمعت اذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب و جئتنا و لو ذقت من طعم المحبة مرة عذرت الذي قد اضحي قتيلا بحبنا و لو نسمت من قربنا لك نسمة لمت غريبا و اشتياقا لحبنا " . ***
ايها الاخوة الكرام ولله الاسماء الحسني فادعوه بها ،يعني اتصل به و تعرف اليه ثم استقم علي امره ثم استقم به و اشتق منه كمالا تتعرف به الي الله الرحيم يقبل الرحم و الحكيم يقبل الحكيم ، ولا يكون الرفق في شئ الا زانه و لا ينزع من شئ الا شانه
حينما اثني الله علي رسول بماذا اثني عليه بالخلق العظيم "و انك لعلي خلق عظيم " " قد افلح من زكاها " من معاني زكاها ان هذا الانسان اشتق من الله الكمال فصار خيرا و عطاءا و انضباطا ورحمة و لطفا ، ما الذي يلفت النظر في الانسان ليس علمه و لا ماله و انما اخلاقه و الذي يجذب الناس اليك الاخلاق و لذلك الامام بن القيم يقول الايمان هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الايمان . و لله الاسماء الحسني فادعوه بها " هل تصدقون ان الدعاء هو مخ العبادة هكذا قال عليه الصلاة و السلام و في رواية " الدعاء هو العبادة " ،بل ان الله عزو جل قال " قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم " انت حينما تدعو جهة ما انت موقن انها موجودة ، انت حينما تدعو الله انت حتما موقن بوجوده و انت حتما موقن انه يسمعك و الله تعالي ان تكلمت فانه يسمعك و يراك و ان اسررت فانه يعلم ما في قلبك ، لذلك قال العلماء علم ما كان و ما يكون و ما سيكون و مالم يكن لو كان كيف كان يكون ، انت حينما تدعو الله موقنا انه موجود و يسمعك و قادر علي كل شئ " و هو علي كل شئ قدير " من فوقك بيده من تحتك بيده و من حولك بيده و صحتك و رزقك و اولاده بيده ، ولذلك ما تعلمت العبيد افضل من التوحيد فلا تدعو مع الله اله اخر فتكون من المعذبين ، اكبر اسباب العذاب النفسي ان تدعو مع الله اله اخر ، و انت حينما تدعو الله " و لله الاسماء الحسني " اخوانا الكرام القاضي الذي حكم الف حكم خمس احكام غير عادلة او خطا في التصور او المعلومات يسمي عند اهل الارض قاضيا عادلا ، هذا شأن البشر لكن شأن خالق البشر انه لا يمكن ان نجد خطأ واحدا في افعال الله و هذا معني سبحان الله و الله مطلق منزه عن كل نقص لذلك انت حينما تتصل بالله المطلق تشتق منه الكمال . نعود للاية " فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليط القلب لانفضوا من حولك " فيه ملمح دقيق ايها الاخوة ، يعني انت ايها النبي حبيب الحق و سيد الخلق و سيد ولد ادم و حبيب رب العالمين و يا من تلقيت الوحي و القران و المعجزات انت انت علي الرغم من كل ذلك لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، من امر بمعروف فليكن امره بمعروف فاذا الذي بينك و بينه عداوه كانه ولي حميم ما لم تعامل الذي بينك و بينه عداوه كانه ولي حميم انت لست في المستوي المطلوب و لكن هناك اخطاء كثيرة تداخلت اخلاق الجهاد مع اخلاق الدعوة الي الله ، اخلاق الدعوة الي الله " فاذا الذي بينك و بينه عداوة كانه ولي حميم " اما اخلاق الجهاد " يا ايها النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم " ، و اكبر خطأ ان يستخدم الدعاة اخلاق الجهادفي الدعوة الي الله "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " فلذلك انت حينما تدعوا الله انت موقن انه موجود و يسمعك و قدير علي كل شئ و انه يريد ان يستجيب لك و يحبك " الا من رحم ربك و لذلك خلقهم في الاثر القدسي " يا داود لو يعلم المذنبون انتظاري لهم و شوقي الي ترك معاصيهم لتقطعت اوصالهم من حبي " هذه ارادته بالمعرضين فكيف بالمقبلين ، اذا قال العبد يا رب و هو راكع قال لبيك يا عبدي ، و اذا قال العبد يا رب و هو ساجد قال له الله لبيك يا عبدي فاذا قال العبد يا رب و هو عاص قال الله له لبيك ثم لبيك ثم لبيك . " اذهبا الي فرعون انه طغي فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشي " انسان ناجى ربه فقال يا رب اذا كانت رحمتك بمن قال انا ربكم الاعلي" اذهبا الي فرعون انه طغي فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشي " فكيف بمن قال سبحان ربي الاعلي ، و اذا كانت رحمت بمن قال ما علمت لكم من اله غيري فكيف رحمتك بمن قال لا اله الا الله ، لذلك " قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم " انت حينما تدعو الله موقن انه موجود و يسمعك و قدير علي كل شئ و يحب ان يرحمك " الا من رحم ربك و لذلك خلقهم " ولذلك قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم " ، " ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " ،" "و لله الاسماء الحسني فاعوه بها " تعرفوا اليه و تعرفوا الي منهجه و تقربوا اليه بالاعمال الصالحات تتصلون به ان اتصلتم به تشتقون الكمال الرائع من الذات العلية الالهية ، الكمال ليس تصنعا و انما سجية في رحمة و انصاف و تواضع و في حكمة بالغة لذلك انت حينما تتصل به تذكره و ذكرك له اقل من ذكره لك اذا ذكرك منحك القرب و السعادة و الرضا و اليقين و الامن هذه نعم الله الكبري .
| |
|
راما
المساهمات : 12 نقاط : 12 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/05/2017
| موضوع: رد: الأيمان بأسماء الله الحسنى الشيخ الروحانى عمر المأمون 00201148267923 الإثنين مايو 29, 2017 1:14 am | |
| كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ .. وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ .. دائما متميز في الانتقاء سلمت يالغالي على روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا روعه مواضيعك
| |
|