عمر المأمون
المساهمات : 1571 نقاط : 4713 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/03/2017
| موضوع: الأيمان بأسماء الله الحسنى الشيخ الروحانى عمر المأمون 00201148267923 الثلاثاء أبريل 11, 2017 9:38 pm | |
| الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي سيدنا محمد الصادق الوعد الامين اللهم اخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم الي انوار المعرفة و العلم و من وحول الشهوات الي جنات القربات ، ايها الاخوة الكرام مع دروس أسماء الله الحسني وما زلنا في المقدمات . في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " هذا حديث صحيح اتفق عليه الشيخان و هو من اعلي مراتب الصحة لكن كي نفهم معني من احصاها نقرا الاية الكريمة " لقد احصاهم و عدهم عدا " يبدو ان الاحصاء شئ و العد شئ اخر فانت كمعلم يمكن ان تعد طلابك بشئ سريع اما ان تحصيهم و ان تعرف اماكانتهم و مستوياتهم و تفوقهم و وضعهم في البيت و مدي تقيدهم بمنهج الله عزوجل فالاحصاء دراسة شاملة فالنبي عليه الصلاة و السلام يجعل احصاء الاسماء سببا كافيا لدخول الجنة " ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " و اقرب المعني باية ثانية " المال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير " و عند قال و الباقيات فالمال و البنين شئ زائل الا رب العزة ، و الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر و كل ابن انثي و ان طالت سلامته يوما علي الاكتاف محمول فاذا حملت الي القبور جنازة فاعلم بانك بعدها محمول
المال و البنون زينة الحياة الدينا ،و دقة الاية ان المال من دون بنين مشكلة كبيرة وان البنين من دون مال مشكلة اكبر ، المال و النبون زينة الحياة الدنيا ، لكن الله عندما قال و الباقيات الصالحات شرح زوال متع الدنيا و قال بعض العلماء ان الباقيات الصالحات " سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اكبر " ان سبحه اي نزهته عن كل نقص ووحدته و كبرته فقد عرفته و ان عرفته عرفت كل شئ و ان عرفته صغر في عينك كل شئ ، و ما معني الله اكبر اي اكبر من كل شئ بل اكبر مما عرفت و المال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات . في ادق تعريف الانسان انه بضعة ايام و كلما انقضي يوم انقضي بضع منه و هذا تعريف الامام الجليل الحسن البصري ، الانسان بضعة ايام كلما انقضي يوم انقضي بضع منه ، وما من يوم انشق فجره الا و ينادي يا ابن ادم انا خلق جديد و علي عملك شهيد فتزود مني فاني لا اعود الي يوم القيامة بل ان الانسان بضعة ايام و هو في الحقيقة زمن فقط و كلما انقضي يوم انقضى بضع منك و لذلك جاءت الاية الكريمة " و العصر ان الانسان لفي خسر " و جواب القسم ان الانسان خاسر لا محالة و هذا لان مضي الزمن يستهلكه فقط لكنه يستطيع تلافي هذه الخسارة اذا تعرف الي الله و حمل نفسه علي طاعته " الا الذين امنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصو بالصبر " قال الامام الشافعي هذه اركان النجاة في الدنيا لابد من ان تتعرف الي الله و لابد من ان تحمل نفسك علي طاعته و لابد من تدعو اليه فالدعوة اليه فرض عين علي كل مسلم و الدليل " بلغوا عني و لو اية " و هي في حدود ما تعلم و مع من تعرف و لذلك الانسان اما ان يستهلك عمره استهلاكا او ان يستثمره استثمارا اذا تعرف الي الله و تعرف الي منهجه و تعرف اليه يكون قد انفق وقته استثمارا يعني انفق وقته في عمل جليل ينفعه بعد مضي الزمن .
لذلك ايها الاخوة موقع اسماء الله الحسني من العقيدة موقع كبير " ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " ماذا يقول العالم الجليل بن القيم رحمه الله تعالي يقول : العلم باسمائه و احصائها اصل لذاته العليا ، فمن احصى اسمائه كما ينبيغي احصي جميع العلوم و فضل كلام الله علي كلام عباده كفضل الله علي علي عباده ، الان فضل معرفة الله علي معرفة خلقه كفضل الله علي خلقه . انسان يحمل اعلي شهادة في الفيزياء النووية اذا انتهي اجله انتهت هذه الشهادة ، يقول الدكتور فلان لكن اذا تعرف الي الله ينتفع بهذه المعرفة بعد الموت و الي ابد الابدين و لهذا كل علم ، و العلم النافع قد يكون غير مسعد و ما كل علم نافع مسعد الا اذا تعرفت الي الله فهو علم نافع منفع مسعد في الدنيا و الاخرة لذلك " ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " كيف نحصيها قالوا احصائها ان تتعرف الي عددها ، وقالوا احصاؤها ان تفهم معانيها و قالوا احصاؤها الدعاء بها كما ينبغي دعاء ثناء و عبادة و هذا عند ابن القيم رحمة الله تعالي . الان ايها الاخوة ينبغي ان تتعرف الي الله و ان تشتق منه كمالا اذا اتصلت بالرحيم لابد من ان يستقر في قلبك الرحمة دقق في قوله تعالي " فبما رحمة من الله لنت لهم " يعني يا محمد بسبب رحمة استقرت في قلبك من خلال اتصالك بنا كنت لينا لهم و لو كنت فظا غليظ القلب اي لو كنت بعيد و امتلأ القلب قسوة و اذا امتلا القلب قسوة انعكس غلظة فاذا انعكس غلظة انفض الناس من حولك معادلة رياضية هي اتصال رحمة لين التفاف او انقطاع قسوة غلظة انفضاض و هي معادلة رياضية بالتمام و الكمال . لذلك ايها الاخوة اذا كان لمؤشر الايمان مؤشر فمؤشر الرحمة يمشي معه تماما فكلما ازداد ايمانك ازادت رحمتك ومن لا يرحم لا يرحم ، يا عبادي اذا اردتم رحمتي فارحموا خلقي ، ابعد قلب عن الله القلب القاسي و انت الان عندما تعرف اسم الرحيم و تتصل بالرحيم يمتلأ قلبك رحمة و هذه سمات الصلاة الحقيقة " اقم الصلاة ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله اكبر " و من ادق ما قاله المفسرون حول هذه الاية ذكر الله لك اكبر من ذكرك له انت اذا ذكرته اديت واجب العبادة اما اذا ذكرك الله عزوجل ملأ قلبك رحمة و ملأ امنا وغني و رضا و يقينا و ذكر الله لك اكبر من ذكرك له لذلك ورد في الاثر ان بيوته في الارض المساجد و ان زوراه هم عمارها فطوبي لعبد تطهر في بيته ثم زارني و حق علي المزور ان يكرم الزائر انت اذا دخلت الي بيت صديق يقدم لك بعض الضيافة لكنك اذا دخلت الي بيت من بيوت الله قد يعطك الله الحكمة " و من يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا " ، بالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة الخامسة ومن دون حكمة تشقي بزوجة من الدرجة الاولي ، و بالحكمة تسعد بالمال و من دونها تبدد المال ايها الاخوة من اجل عطاءات الله الحكمة انت اذا اتصلت بالحكيم من معاني " ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة "يعني تعلق بالكمال الالهي و اشتق من الله الحكمة و اشتق منه الرحمة و العدل هذه الاسماء الحسنى الرائعة ، انت حينما تتصل بالله و تتعرف علي الله تشتق منه الكمال الالهي فلذلك " قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها " الفلاح كل الفلاح و الفوز كل الفوز في انت تعرفه ، يا رب ماذا فقد من وجدك و ماذا وجد من فقدك و اذا كان الله معك فمن عليك و اذا كان عليك فمن معك ، ايها الاخوة ورد في الاثر " ابن ادم اطلبني تجدني فاذا وجدتني و جدت كل شئ وان فتك فاتك كل شئ و انا احب اليك من كل شئ فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي راوه لما ولوا ، و لو سمعت اذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب و جئتنا و لو ذقت من طعم المحبة مرة عذرت الذي قد اضحي قتيلا بحبنا و لو نسمت من قربنا لك نسمة لمت غريبا و اشتياقا لحبنا " . ***
ايها الاخوة الكرام ولله الاسماء الحسني فادعوه بها ،يعني اتصل به و تعرف اليه ثم استقم علي امره ثم استقم به و اشتق منه كمالا تتعرف به الي الله الرحيم يقبل الرحم و الحكيم يقبل الحكيم ، ولا يكون الرفق في شئ الا زانه و لا ينزع من شئ الا شانه
حينما اثني الله علي رسول بماذا اثني عليه بالخلق العظيم "و انك لعلي خلق عظيم " " قد افلح من زكاها " من معاني زكاها ان هذا الانسان اشتق من الله الكمال فصار خيرا و عطاءا و انضباطا ورحمة و لطفا ، ما الذي يلفت النظر في الانسان ليس علمه و لا ماله و انما اخلاقه و الذي يجذب الناس اليك الاخلاق و لذلك الامام بن القيم يقول الايمان هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الايمان . و لله الاسماء الحسني فادعوه بها " هل تصدقون ان الدعاء هو مخ العبادة هكذا قال عليه الصلاة و السلام و في رواية " الدعاء هو العبادة " ،بل ان الله عزو جل قال " قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم " انت حينما تدعو جهة ما انت موقن انها موجودة ، انت حينما تدعو الله انت حتما موقن بوجوده و انت حتما موقن انه يسمعك و الله تعالي ان تكلمت فانه يسمعك و يراك و ان اسررت فانه يعلم ما في قلبك ، لذلك قال العلماء علم ما كان و ما يكون و ما سيكون و مالم يكن لو كان كيف كان يكون ، انت حينما تدعو الله موقنا انه موجود و يسمعك و قادر علي كل شئ " و هو علي كل شئ قدير " من فوقك بيده من تحتك بيده و من حولك بيده و صحتك و رزقك و اولاده بيده ، ولذلك ما تعلمت العبيد افضل من التوحيد فلا تدعو مع الله اله اخر فتكون من المعذبين ، اكبر اسباب العذاب النفسي ان تدعو مع الله اله اخر ، و انت حينما تدعو الله " و لله الاسماء الحسني " اخوانا الكرام القاضي الذي حكم الف حكم خمس احكام غير عادلة او خطا في التصور او المعلومات يسمي عند اهل الارض قاضيا عادلا ، هذا شأن البشر لكن شأن خالق البشر انه لا يمكن ان نجد خطأ واحدا في افعال الله و هذا معني سبحان الله و الله مطلق منزه عن كل نقص لذلك انت حينما تتصل بالله المطلق تشتق منه الكمال . نعود للاية " فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليط القلب لانفضوا من حولك " فيه ملمح دقيق ايها الاخوة ، يعني انت ايها النبي حبيب الحق و سيد الخلق و سيد ولد ادم و حبيب رب العالمين و يا من تلقيت الوحي و القران و المعجزات انت انت علي الرغم من كل ذلك لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، من امر بمعروف فليكن امره بمعروف فاذا الذي بينك و بينه عداوه كانه ولي حميم ما لم تعامل الذي بينك و بينه عداوه كانه ولي حميم انت لست في المستوي المطلوب و لكن هناك اخطاء كثيرة تداخلت اخلاق الجهاد مع اخلاق الدعوة الي الله ، اخلاق الدعوة الي الله " فاذا الذي بينك و بينه عداوة كانه ولي حميم " اما اخلاق الجهاد " يا ايها النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم " ، و اكبر خطأ ان يستخدم الدعاة اخلاق الجهادفي الدعوة الي الله "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " فلذلك انت حينما تدعوا الله انت موقن انه موجود و يسمعك و قدير علي كل شئ و انه يريد ان يستجيب لك و يحبك " الا من رحم ربك و لذلك خلقهم في الاثر القدسي " يا داود لو يعلم المذنبون انتظاري لهم و شوقي الي ترك معاصيهم لتقطعت اوصالهم من حبي " هذه ارادته بالمعرضين فكيف بالمقبلين ، اذا قال العبد يا رب و هو راكع قال لبيك يا عبدي ، و اذا قال العبد يا رب و هو ساجد قال له الله لبيك يا عبدي فاذا قال العبد يا رب و هو عاص قال الله له لبيك ثم لبيك ثم لبيك . " اذهبا الي فرعون انه طغي فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشي " انسان ناجى ربه فقال يا رب اذا كانت رحمتك بمن قال انا ربكم الاعلي" اذهبا الي فرعون انه طغي فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشي " فكيف بمن قال سبحان ربي الاعلي ، و اذا كانت رحمت بمن قال ما علمت لكم من اله غيري فكيف رحمتك بمن قال لا اله الا الله ، لذلك " قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم " انت حينما تدعو الله موقن انه موجود و يسمعك و قدير علي كل شئ و يحب ان يرحمك " الا من رحم ربك و لذلك خلقهم " ولذلك قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم " ، " ان لله تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " ،" "و لله الاسماء الحسني فاعوه بها " تعرفوا اليه و تعرفوا الي منهجه و تقربوا اليه بالاعمال الصالحات تتصلون به ان اتصلتم به تشتقون الكمال الرائع من الذات العلية الالهية ، الكمال ليس تصنعا و انما سجية في رحمة و انصاف و تواضع و في حكمة بالغة لذلك انت حينما تتصل به تذكره و ذكرك له اقل من ذكره لك اذا ذكرك منحك القرب و السعادة و الرضا و اليقين و الامن هذه نعم الله الكبري .
____ | |
|
فراس العويسي
المساهمات : 6 نقاط : 6 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 23/05/2017
| موضوع: رد: الأيمان بأسماء الله الحسنى الشيخ الروحانى عمر المأمون 00201148267923 الإثنين مايو 29, 2017 12:53 am | |
| جزاك ربي خير الجزاء ونفع الله بك وسدد خطاك وجعلك من أهل جنات النعيم شاكره مرورك الكريم | |
|